الشهيد المجاهد فؤاد رياض حمدان

ميلاد ونشأة

ولد الشهيد المجاهد فؤاد رياض فايز حمدان " أبو جوهر" في مدينة خان يونس بتاريخ 15/3/1985، لأسرة فلسطينية متواضعة ملتزمة بتعاليم الإسلام الحنيف تعود أصولها إلى قرية "السوافير الشرقية" التي هُجّر أهلها منها عنوة في 48م، ليستقر بها المقام بعد رحلة طويلة من المعاناة والشتات بمعسكر خان يونس.

وتتكون أسرة شهيدنا من والديه وأربعة أخوة وستة بنات، وشاء القدر أن يكون ترتيبه الرابع بين الجميع.

تلقى شهيدنا مراحل تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين، ثم أنهى المرحلة الثانوية من مدرسة هارون الرشيد، حيث التحق بعدها بجهاز الشرطة الفلسطينية لمساعدة والده في إعالة أسرته.

منذ نعومة أظفاره التزم شهيدنا المجاهد بيوت الله التي خرّجت على مدار التاريخ القادة والعظام، الذين رسموا للأمة معالم عزتها ونهضتها وفق تعاليم الإسلام العظيم، حيث دأب على حضور جلسات الذكر والعلم والمعرفة خاصة في مسجدي "فلسطين" و"الكبير"، ما جعل منه شخصية إسلامية مميزة، تتسم بالخلق الرفيع. وتؤمن بخيار الجهاد والمقاومة خيار وحيدا لرد العدوان واستعادة الأوطان وتحرير المقدسات.

خيار المقاومة

التربية الإسلامية المميزة التي تلقاها شهيدنا "فؤاد" على موائد الإيمان والوعي والثورة في بيوت الله، عوضا عن التربية السامية التي تلقاها داخل أسرته الملتزمة والمحافظة، أهلته للالتحاق بصفوف المجاهدين من أبناء شعبنا المعطاء، فما أن انطلقت شرارة انتفاضة الأقصى المباركة، حتى سارع شهيدنا ملبيا، حيث انخرط في صفوف إخوانه المجاهدين في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

وما هي إلا أشهر معدودة حتى بات شهيدنا يُلحّ على إخوانه المجاهدين بضرورة إشراكه في صفوف سرايا القدس الجناح المسلح للحركة خاصة بعد أن أبدى التزاما واضحا بفكر ونهج الحركة الجهادية، وقد تحققت رغبة شهيدنا في مطلع العام 2002م، حيث بات مجاهدا عقائديا رائعا لم يتخلف يوما عن تلبية نداء الجهاد والمقاومة.

ومنذ انخراطه في صفوف سرايا القدس، تلقى شهيدنا عدة دورات عسكرية على يد إخوانه المجاهدين، فكان بارعا في نصب العبوات واقتحام خطوط العدو، ولذلك تم اختياره ليكون ضمن وحدة الاستشهاديين في السرايا القدسية.

كما شارك شهيدنا في حدات المرابطين على الثغور، لرد كيد المعتدين، حيث كثيرا ما اشتبك مع القوات الصهيونية الخاصة، وأفشل مخططاتهم العدوانية تجاه شعبنا.

كما شارك شهيدنا وبحسب رفيقه في سرايا القدس "خطّاب" في سبع عمليات استشهادية تمكن خلالها من اقتحام مغتصبات العدو، قبل أن يعود سالما، وقد اعترف العدو في إحدى العمليات التي شارك فيها "فؤاد" بمقتل اثنين من جنوده

وأشار خطاب إلى أن الشهيد فؤاد كان يتميز بالكتمان والسرية وهو احد أهم أسباب نجاح عملياته الاستشهادية السبع، منوهاً إلى أن الشهيد لم يمضي على زواجه شهرين لكنه أصر على الخروج إلى ساحة الجهاد والمقاومة.

موعد مع الشهادة

وفي مساء يوم الخميس الموافق 5/2/2009م كان شهينا المقدام على موعد مع الشهادة التي تمناها وسعى لها، عندما خرج بنفسه وعتاده لينصب عبوة ناسفة بالقرب من السياج الحدودي المقام على أراضي المواطنين شرق محافظة خان يونس، غير أنه اكتشف أثناء تسلله بوجود قوات خاصة في ذات المكان فبادر شهيدنا فؤاد بإطلاق النار وبعض القنابل اليدوية التي كانت بحوزته نحو تلك القوة، ليلقى الله مقبلاً غير مدبر نحو وعد الله بعد إصابته بعدة أعيرة نارية في صدره ورأسه وأنحاء متفرقة من جسده.

من جهته قال والد الشهيد لـ"الاستقلال" إن نجله فؤاد كان دائما يتمنى الشهادة، وهو ما كنت ألمسه في نظرات عيونه. مبديا رضاه بقضاء الله وقدره وكرمه الذي اختار من بين أبنائه شهيدا في سبيل الله.