جمهوريه مصر العربيه
مصر دولة تقع في أقصي الشمال الشرقي لقارة أفريقيا، و تطل على كل من الساحل الجنوبي الشرقي للبحر المتوسط و الساحل الشمالي الغربي للبحر الأحمر بمساحة إجمالية تبلغ مليون كم² تقريبا. مصر دولة أفريقية غير أن جزءا من أراضيها، و هي شبه جزيرة سيناء، يقع في قارة آسيا. الاسم الرسمي للدولة طبقا لدستورها هو جمهورية مصر العربية و يترجم في المحافل الدولية إلى (بالإنجليزية
: Arab Republic of Egypt).تشترك مصر بحدود من الغرب مع ليبيا و من الجنوب مع السودان و من الشمال الشرقي مع إسرائيل وقطاع غزة (فلسطين)، و يفصلها البحر الأحمر عن كل من الأردن و السعودية، و تمر عبر أرضها قناة السويس التي تفصل الجزء الآسيوي منها عن الجزء الافريقي
.مصر أكبر الدول العربية سكاناً،و ذات الترتيب الحادي عشر عالمياً من حيث عدد السكان الذين يعيش أغلبهم على ضفتي النيل و إلى جانب المنطقة الساحلية. تشكل الصحراء غالبية مساحتها و هي غير معمورة. معظم السكان في مصر حاليا من الحضر يعيشون في مدن ذات كثافة سكانية عالية، ربعهم في مدينة القاهرة الكبرى، أكبر مدن أفريقيا و الشرق الأوسط
.اصل الاسم
اسم مصر في العربية و اللغات السامية الأخرى مشتق من جذر سامي قديم قد يعني البلد أو "البسيطة (الممتدة)، و قد يعني أيضا الحصينة أو المكنونة. الاسم العبري مصرايم
מִצְרַיִם مذكور في التوراة على أنه ابن لنوح و هو الجد الذي ينحدر منه الشعب المصري حسب الميثولوجيا التوراتية
.كما ذكر اسم مصر في القرآن الكريم "إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين
"الاسم الذي عرف به المصريون موطنهم هو كِمِت و تعني "أرض السواد"، كناية عن أرض وادي النيل السوداء الخصبة تمييزا لها عن الأرض الحمراء الصحراوية دِشْرِت، و أصبح الاسم لاحقا في المرحلة القبطية من اللغة كِمي في اللهجة البحيرية و خمي في اللهجة الصعيدية
.الأسماء التي تعرف بها في لغات أوربية عديدة مشتقة من اسمها في الاتينية إجبتوس
Aegyptus المشتق بدوره من اليوناني أيجيبتوس
Αίγυπτος، و هو اسم يفسره البعض على أنه مشتق من حوط كا بتاح أي محط روح بتاح اسم معبد بتاح في منف، العاصمة القديمة
التاريخ
أتاحت خصوبة التربة التي تسبب فيها الفيضان الموسمي لنهر النيل و المناخ الدافئ المعتدل و الحماية النسبية التي توفرها الصحروات المحيطة بوادي النيل قيام حضارة مزدهرة مبكرة حول ضفتيه في هي إحدى أكبر حضارات العالم القديم و أبكرها
.ظهرت إرهاصات أولى لسكنى جماعات بشرية حول وادي النيل منذ 10 آلاف عام قبل الميلاد في شكل جماعات جامعة لاقطة و صائدة تستخدم أدوات حجرية، استمرت في النزوح المستمر ناحية نهر النيل بازدياد الجفاف (8000 ق.م) و تحول المراعي إلى صحارى و كذلك تحول المستنقعات المجاورة للنهر إلى أراضي صالحة للسكن، لتظهر آثار استقرار و زراعة مبكرة للحبوب في الصحراء الشرقية في القرن السابع قبل الميلاد
.تأسست دولة مركزية ضمت وادي النيل من مصبه حتى الشلال الأول عاصمتها منف حوالي عام 3100 قبل الميلاد على يد ملك شبه أسطوري عرف تقليديا باسم مينا (و يمكن أن يكون نارمر أو حور عحها) لتحكمها بعد ذلك أسرات ملكية متعاقبة على مر الثلاثة آلاف عام التالية لتكون أطول الدول الموحدة تاريخا؛ و لتضم حدودها في فترات مختلفة أقاليم الشام و النوبة و أجزاء من الصحراء الليبية، حتى أسقط الفرس آخر تلك الأسرات، و هي الأسرة الثلاثون عام 343 ق.م.؛ توالى على مصر بعدها اليونان البطالمة (منذ عام 332 ق.م) الذين تحولت عاصمتهم الإسكندرية إلى أحد أهم حواضر العالم القديم ، ثم الرومان عام 30 ق.م.، لتصبح مصر فيما بعد جزءا من الإمبراطورية البيزنطية حتى غزاها الفرس مجددا لبرهة وجيزة عام 618 ميلادية قبل أن يستعيدها البيزنطيون عام 629 قبيل مجيء العرب عام 639 ميلادية
.أدخل العرب - عندما قام عمرو بن العاص بقيادة جيش لفتح مصر في القرن السابع الميلادي - الإسلام و اللغة العربية إلى مصر وهما المقومان الرئيسيان لشخصيتها حاليا، إذ يدين أغلب سكانها حاليا بالإسلام إلى جانب المسيحيين (الذين يشكلون نسبة تتراوح تقديراتها ما بين 4% إلى 20% بحسب التقديرات المختلفة والشديدة التباين)، كما أصبحت اللغة العربية تدريجيا اللغة الأم الغالبية العظمى منهم فيما عدا جيوبا لغوية صغيرة
.في العصور التالية تعاقبت ممالك و دول على مصر، فبعد دخول العرب و عصر الراشدين حكمها الأمويون ثم العباسيون عن بعد بوكلائهم الإخشيديين و الطولونيين لفترات وجيزة ثم الفاطميون الذين تلاهم الأيوبيون. أتى الأيوبيون بفئة من المحاربين العبيد هم المماليك استقوت حتى حكمت البلاد بنظام إقطاعي عسكري، و استمر حكمهم للبلاد بشكل فعلي حتى بعد أن فتحها العثمانيون و أصبحت ولاية عثمانية عام 1517
.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كان لوالي مصر محمد علي الكبير الذي حكمها بدءا من سنة 1805 دور بالغ الأهمية في تحديث مصر و نقلها من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، و ازدياد استقلالها عن الإمبراطورية العثمانية و إن ظلت تابعة لها رسميا مع استمرار حكم أسرته من بعده، و ازداد نفوذها السياسي و العسكري في منطقة الشرق الأدنى إلى أن أصبحت تهدد المصالح العثمانية نفسها.في ذلك الوقت أصبحت مصر محط أنظار القوى الإمبريالية الأوربية و موضع سباق بينها، فغزاها الفرنسيون لبرهة عام 1798 في إطار حملات نابليون التوسعية في الشرق، قبل أن تعود مرة أخرى إلى العثمانيين عام 1801 بفضل البريطانيين الذين كان يهمهم أن لا تبقى مصر في يد فرنسا
.بإتمام حفر قناة السويس 18 مارس1869 ازدادت المكانة الجيوستراتيجية لمصر كمعبر للانتقال بين الشرق و الغرب، و في نفس الوقت كانت الدولة العثمانية في أفول، ففرضت بريطانيا العظمى عام 1882 سيطرتها عليها عسكريا و سياسيا و إن ظلت تابعة للإمبراطورية العثمانية اسما حتى عشية الحرب العالمية الأولى سنة 1914
.منذ سنة 1922 كانت مصر مستقلة عن بريطانيا اسمياً مع احتفاظ البريطانيين بقواعد عسكرية على أرضها و تدخلهم في شؤون الإدارة و السياسة الداخلية بالضغط على الملك، لكن ازدياد الشعور الوطني أدى إلى أن و ضع المصريون دستورا سنة 1923 بقيادة الزعيم الوطني سعد زغلول تلته محاولة ناجحة قصيرة الأمد بين عامي 1924 و 1936 في صوغ حياة سياسية تعددية و ليبرالية، إلا أن عودة البريطانيين لإحكام قبضتهم على شؤون البلاد قوض تلك التجربة و أدى إلى عدم استقرار الأحوال حتى عام 1952 عندما ثار ضباط من الجيش على الملك فاروق الأول ثم تطورت الأحداث إلى أن انقلبوا عليه و أجبروه على التنازل لابنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني، حتى أعلنت الجمهورية يوم 18 يونيو 1953 برئاسة اللواء محمد نجيب
.انا مصرىوانت مين تابع