الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد :
فان خطر اللسان عظيم , وقد يهلك الانسان ويورده النار والعياذ بالله , فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم :
(ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوى بها فى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ) رواه مسلم ,
وقال ربنا عز وجل ( وتحسبونه هينأ وهو عند الله عظيم )
وقال الحسن البصرى : ( ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه ) ,
لذلك كان يجب علينا ان نحفظ السنتنا , وهذه بعض الالفاظ التى اشتهرت على السنة المسلمين وهى تخالف الشرع نقلتها من رسالة بعنوان ( تنبهات شرعية نافعة على الاخطاء اللفظية الشائعة ) حتى يحذرها اخواننا والله الموفق :
1/ ( سب الدين ) : وهو من الدواهى العظام والبلايا الجسام التى ابتلى بها اهت الاسلام اذ كيف يجرؤ مسلم موحد ان يسب دين الله تبارك وتعالى , واذا كان سب الرسول صلى الله عليه وسلم او سب المصحف او سب الصلاة هو من الكفر الصراح فكيف يقال فيمن سب الدين كله ؟ .
2/ ( مدد يانبي , مدد يا بدوي , يا دسوقي , يا ام هاشم , ويا حسين , وغيرها ) : هذه الكلمت رغم شيوعها الا انها من الشرك الاكبر الذى لا يغفره الله لان المدد هو طلب العطاء وهو دعاء والدعاء عبادة فلا تجوز الا لله , واذا كان طلب المدد شركا فكيف بغيره , فان النبى والولى لايرضيهما ان يجعلهما الناس ندا للخالق .
3/ ( سب الزمان ) : اذا نزلت مصبية قالوا تعس الزمان , او زمن لايرحم , او جار علي الزمان , او زمن غدار او انت والزمن عليه , او يوم اسود او ساعة نحس, وهذا من مداخل الشيطان العظيمة لان المسلم لايطيق ان يسب ربه فيما قضاه , فيزين له الشيطان سب الزمان نفسه فيقع السب على الله لانه الفاعل لاالزمان , لذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( لاتسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ) .متفق عليه.
4/ ( لعبة القدر, عبث الاقدار, قدر احمق الخطا ) : هذا كله من الالفاظ التى توجب الكفر ان قصد معناها فان القدر بيد الله وهو منزه فى اقداره عن اللعب والحمق والعبث جل فى علاه .
5/ ( جعل المخلوق ندا للخالق ) : شاع قولهم ما شاء الله وشئت , ساعتمد على الله وعليك , انا متوكل على الله وعليك , لولا الله وفلان , وغير ذلك وهو من الشرك لانه سوى بين الله وغيره بالواو التى تفيد التسوية والصواب ان يستبدل بالواو ثم فيقول : ما شاء الله ثم شئت , مالى الا الله ثم انت .
6/ ( الحلف بغير الله ) : القسم تعظيم للمقسم به ولذا ورد النهى الشديد عن ذلك حيث هو نوع من الشرك الاصغر , ومن الحلف بغير الله الحلف بالنبى والاولياء او بالنعمة والشرف والوالدين والامانة والذمة والعيش والملح .
7/ 0( الدين لله والوطن للجميع ): الصحيح ان الدين لله والوطن لله قال تعالى : ( ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده ) فالوطن لله وهو الحاكم والمهيمن عليه بقدره وشرعه فهو مالك الدنيا ةالاخرة لايقاسمه فيها احد .
8/ ( ربنا افتكره , افتكاره رحمة ) : تقال كثيرا فى الاخبار عن الوفاة , وهذا الكلمة ان قصد معناها فهى كفر لان الله يقول : ( وما كان ربك نسيا ) وان كان جاهلا وهو الغالب فيجب ان يطهر لسانه منها .
9/ ( الله اعلم ورسوله ) : اذا قيل هل سافر فلان قيل الله اعلم ورسوله وهذا لايجوز لانه لايعلم الغيب الا الله وحده.
10/ ( التحية ) : شاع بين المسلمين انواع من التحية كصباح الخير , ومساء الخير وغير ذلك وهذه التحيات لاتجوز ان تكون بدلا عن السلام عليكم فان قيلت بعده مثلا جاز (ذكره ابن عثيمين رحمه الله ) .
11/ ( كذبة بيضة ): يطلقونها على الكذب الذى لايتضمن اذى للغير , ويقصدون انه لاوز فيه وهذا من تسمية الشيطان وهذا محرم فلم يكن النبى يكذب حتى فى المزاح .
12/ ( اللهم انى لااسالك رد القضاء ولكنى اسالك اللطف فيه ) : شاعت هذه الكلمة على السنة الخطباء وهى خطأ كما افاد العلامة ابن باز رحمه الله لانه لاشىء فى ان يسال العبد ربه فى ان يدفع البلاء , فقد استعاذ النبى من سوء القضاء فان الدعاء يرد القضاء باذن الله , ثم ان سؤال التخفيف فى القضاء دون ازالته هو تضييق لرحمة الله.
13/ ( اصطبحت بوش مين انهارده ) : يقولونها اذا رأوا فى يومهم شدة وبلاء وهذا من التشاؤم الذى نهى النبى عنه .
14/ ( البقية فى حياتك ) : لايصح اطلاقها لان معناها ان الميت قد نقص من عمره بقية يرجى ان تضاف الى عمر الحي والصواب ان يقال البقاء لله .
15/ ( علي الحرام من دينى ) : هذا قسم شائع ومعناه علي ان افعل الحرام من دينى ان فعلت هذا الامر , وليس هذا من تعظيم حرمات الله , وقد يكون معناه عند بعض الناس يكون دينى على حرام ان فعلت وهذا ابشع من المعنى الاول وكلاهما ليسا من الايمان المشروعة .
16/ (اسم النبى حارسه ) : أى ان اسم النبى هو الذي يحرسه ويحميه مع ان الذي يحمى السماوات والارض ومن فيهن ويحفظها هو الله .
17/ ( الفاتحة على روح فلان ) : اشتهر هذا القول جدا على السنة الناس مع ان قراءة الفاتحة على الميت لم ترد عن النبى صلى الله عليه وسلم ولم يعلمها احد من الناس .
18/ ( يدى الحلق للى بلا ودان ) : وهذا فيه اعتراض على قدر الله وسوء ادب معه , وهم يقولونها عندما يرون نعمة اعطاها الله لاحد , ثم ان الانسان قد يظن بعقله الضعيف ان الله اعطى هذا مالا يستحقه , او ان هذا الشىء لم يوضع فى مكانه والله بحكمته النافذة يعلم انه موضوع في اولى موضع , ولكن العقل البشرى القاصر د لايبصر حكمته, تعالى ربنا عن العبث وحاشاه من سوء التقدير عز وجل .
19/ ( ولد شيطان........شقى .........ابن حرام ) : والغالب ان يقولوها فى المزاح والمداعبة وكيف يشبه المسلم بالشيطان , وكلمة شقي معناها في اللغة تعيس قال تعالى : ( فمنهم شقي وسعيد ) واهل الشقاوة هم أهل النار , وكثيا ما يصفون الطفل بانه شقى , والاولى ان يقال انه عابث او مشاكس او معاكس , أو نحو ذلك , واما ابن الحرام فهو ابن الزنا , فكيف يقول الرجل لصاحبه هذه الكلمة في المزاح وهو لايبالي .
إن كثيراً من الأمراض التي تصيب العلاقات الاجتماعية من غيبة، ونميمة، وسب، وشتم، وقذف، وخصام، وكذب، وزور وغيرها … فللسان فيها أكبر النصيب، وإذا سمح الإنسان للسانه أن يلغو في هذه الأعراض وغيرها كان عرضة للنهاية التعيسة والإفلاس في الآخرة، وشتان بين إفلاس الدنيا وإفلاس الآخرة.
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من أمتي من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ))(1)
وروى الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ((ثكلتك أمك يا معاذ. وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟ ))(2) أي جزاء ما تكلموا به من الحرام .
وبالمقابل أيها الأخوة فإن ضبط المؤمن للسانه ومحافظته عليه وسيلة لضمان الجنة بإذن الله، وهذا وعد رسول الله : ((من يضمن لى ما بين لحييه (يعني لسانه) وما بين رجليه (يعني فرجه) أضمن له الجنة ))(3) أخرجه البخاري .